د. هيفاء خلف الجبوري
جامعة بغداد/ كلية التربية للبنات/ قسم اللغة العربية
المقدمة:
كان للمراة ولايزال النصيب الاوفر في الشعر العربي وتكادَ لا تخلو قَصيدة مِن ذكرِ المراة, وان لم تكنْ الغرض الاساس فيها(1) وحفل العصر العباسي بشعراءٍ تغنوا بالمرأة وخصصَ بعضهُم قصائد ومقطوعات في هذا المجال(2), ومنهم ابن القيسراني اذ من يطلع على ديوانهِ يلحظ ان المرأة احتلت حيزاً لا بأس به في غزلياته ومدائحه في صورٍ متباينة, وكان اسلوبه جزلاً بسيطاً.
وشكلَ التصويرظاهرة بارزة في شعره فهو حافل بتشبيهات كثيرة مع الكنايات والمجازات في غزلياتة, فضلاً عن براعته في وصف المعارك في شعره ,فقد كثرت فيه الاشارات الدينية والحربية(3), اذ تأثر بمظاهر الحياة التي عاشها والثورة على الواقع الاجتماعي , فعاصر احداث الحروب الصليبية , وحركة التوسع الصليبي في المنطقة, وشهد حركة البعث الاسلامي وأثر هذا تاثيراً مباشراً في حياته ومنحى شعره, وإثراء صوره الشعرية وخاصة شعره في الجهاد, وبعث الهمم في نفوس المسلمين وحثهم على الجهاد(4).
كما نشهد في شعره ظاهرة ادبية عرفت بـ( العراقيات) وهي مقطوعات مليئة بالشوق والحنين الى الديار العراقية.
ان صور الشاعر الغزلية التي تقوم فيها المرأة بدور كبير وفعال هي عملية ابداع , وهي ليست مجرد اداة للمتعة فقط , ينشغل بها الشاعر ويتلمس كوامن الجمال فيها وإنما هي مصدر إلهام للإبداع , تغذي لغته وتجربته الشعرية بكل صورها وجزئياتها التي سنقف عندها بالتحليل المستفيض.
نبذة عن ابن القيسراني
هو ابو عبدالله محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن خالد بن داغر بن عبدالرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي(5), وهوالملقب شرف الدين , وشرف المعالي ومهذب الدين (6), ولد ابن القيسراني في مدينة (عكا) في فلسطين سنة ثمان وسبعين واربعمائة للهجرة(478هـ), ثم غادر الى مدينة ( قيسارية)* وهي المدينة التي نسب اليها (7) , ثم ترك دمشق بسبب استيلاء الافرنج على هذه المدينة, وفي دمشق اتصل بشاعر الشام المشهور( ابن الخياط) ولازمه وتتلمذ على يدهِ, وبعدها توجه الى مدينة حلب, وتولى فيها خزانة الكتب في عهد عماد الدين زنكي وابنه نور الدين , إذ اتصل بهما وخلد فتوحاتهما وانتصاراتهما في شعره التي حققاها ضد الصليبين (8), وكان كثير التجوال فقد زار الموصل, وانطاكية, ثم عاد الى دمشق سنة(547هـ) ومدح حاكمها (مجير الدين آبق), وهناك تعرض لحمى شديدة توفي على اثرها سنة (548هـ) ودفن فيها (9) وكان ابن القيسراني شاعراً مثقفاً, اذ امتلك ناصية الثقافة العربية الاصلية, التي كانت مصدرا فاعلاً في اغناء مخيلته التصويرية التي تجلت في ابداعهِ, وصوره المعبرة عن جوهر نتاجه الشعري فكان ((ذا ثقافة ومعرفة واسعة تظهر بالمنطق, وكلام الاوائل واخبار القدماء , فقد تتلمذ على يد علماء, وشيوخ أخذ عنهم العلم والادب امثال توفيق بن محمد في الادب, وعلوم الحكماء في تيسير النجوم, ثم ابن الخياط الذي روى عنه شعره, فهو بذلك موسوعي المعرفة , فكان ادبياً وشاعراً, ملماً في علم النجوم, والاحكام, والاخبار, والهيئة, والتواريخ, وعارفاً بالهندسة والحساب, ودرس الادب والنحو واللغة , وعلم الحديث ))(10), وبحكم تأثره بمظاهر الاحداث التي عاشها وعاصرها وانغمس فيها استوحى صوره من واقع البيئة المحيطة به, إذ تمرس على الكثير من مسميات الحرب , فهي بيئة مليئة بالحروب لم تعرف السلم الا قليلاً (11).
اما شعره فقد تنوعت اغراضه مابين مديح وهجاء وغزل, فضلاً عن بعض الاغراض الشعرية الاخرى, وله ديوان صغير(12) , تناول فيه الوصف للمعارك الحربية, وكان المديح من ابرز اغراضه فقد مدح زعماء , ورجالات الدولة الذين شاركوا في الفتوحات مشيداً ببطولاتهم وأثارة الحمية في نفوس المجاهدين(13), وكان الشاعر مناصراً للشام , لذا كان معظم هجائه للاعداء الصليبيين والتقليل من شأنهم ورميهم بالكفر والشرك(14) , اما غزله فقد كان رقيقاً, غلب عليه الطابع الحسي, مصوراً مفاتن المرأة الجسدية بالنسبة للنساء الافرنجيات, لكنه لم يتغزل بالمرأة العربية غزلاً فاحشاً, وهو ما سنتلمسه في صورهِ الشعرية التصويريةِ.
صورة المرأة في شعر ابن القيسراني:
تمثلت صورة المراة في شعر ابن القيسراني في معانٍ رقيقة تنماز بالوضوح والصراحة والجرأة, ونلحظ ان الشاعر قد تغزل بنوعين من النساء : وهما المرأة العربية , المرأة الافرنجية, وكان النصيب الاوفر والحضور الواضح للمرأة العربية في معظم قصائده المدحية , وتميز وصفه لمحاسن المراة تقليدياً اذ سار على نهج الاولين ولنتلمس قوله : (15)
أرى الصوارم في الالحاظِ تمتشقُ مَتى استحالتْ سيوفاً هذه الحَـدقُ؟
واويلتاه من عيونٍ قلما رمقـــتْ إلاَ انثنت عن قتيلٍ مابهِ رمـــــقُ
أما ترى أي ليثٍ صادهُ رشــــأُ وأي خِرقٍ دهاهُ شادن خــــــرقُ
وَغادةٍ في وشاحٍ يشتكي عطشاً إِلى حجولٍ بها من ربِها شــــــرقُ
ان العين هي مركز التأثير عند الانسان, بها يتجمع كل شيء فهي صورة عاكسة للفرح والحزن ومركز الجاذبية, فنرى الشاعر قد صور عيون المرأة او الحبيبة كسيوفٍ رمقته فأردتة قتيلاً, والمفارقة هنا كيف بغزال ضعيف رقيق يصطاد ليثاً, وفي السياق نفسه يوظف الشاعر السيف والرمح في وصف المرأة قائلاً : (16)
بعيونٍ كالمرهفات المواظي وقدودٍ مثلَ القنَا الهزازِ
فيصور عيون المرأة بالسيوف وخصرها بالرمح المهتز, دلالة على اتساق جسمها ورقته ولينه, وان الشاعر يقف طويلاً عند وصف عيون المرأة وجمالها التي تصيب قلبه اذ يستعمل صوراً بديعة جميلة كقوله : (17)
مُرهفاتُ الخدَ أمهاها المها وَقضاها للمحبين القضــــاءُ
حدق صحـــتُها علتــــُـها رُبَما كانَ من الداءِ الــــدواءُ
خليا بين هواها ودمـــــي فعلى تلكَ الدُمى تجري الدمَاءُ
يصف الشاعر مواطن الجمال في المرأة , وان مقاييس الجمال الحسية التي يقف عندها الشاعر وجه المرأة وحسن خدها ثم عيونها التي يطيل الوقوف عندها ونظراتها التي اصابت قلبه, لذا نحن نجد في غزل ابن القيسراني نثرات من الاوصاف وصوراً شعرية متعددة غزلية, رقيقة يختصرها في قوله: (18)
من كلَ شمس لها من خِدها فلكٌ وبدرٍ تمَ لهُ من قرعهِ غسقُ
ومن كثيبٍ فوقه قمــــــــــــــرٌ على قضيبٍ له من حلةٍ ورقُ
ان الشمس والبدر والغزال صور واستعارات قد نهل الشعراء اوصافهم منها, فالمرأة قد جمعت بين حسن الغزال واشراقة الشمس والقمر.
ومن صورهِ الحسية تصوير احمرار خد المرأة وعبق انفاسها وتشبيه ريقها بالخمرة النقية وجمالية قدها في قوله : (19)
وارشفُ خُمرهُ والكأس ثغرٌ واقطف وردهُ والغصنُ قدُ
وكم بالثغر من ثمراتٍ دُرٍ جناها قُرب الدارِ بُعْـــــدُ
ومن عقدٍ ينافس فيه ثغـرٌ ومن ثغرٍ ينافس فيهِ عقـــدُ
ان وصف ثغر المرأة وريقها هو من الصور الحسية , فقد وصف الشعراء قديماً الثغر والريق , فالشاعر لم يقف عمد جمال عين المرأة ولا عند قدها, بل يتعدى بذلك الى حلاوة الريق وجمال الثغر , ولم يقف عند ذلك بل يتمادى فيصور جمال النهد والخد في قوله : (20)
ورُمانٍ وتفاحٍ حلاهُ لعينِ المُجتني نَهدٌ وَخدُ
لقد جمع الشاعرفي وصفه في بين الطبيعة والمرأة فشبه بروز النهد كالرمان , فحسن المرأة لايكتمل حتى يبرز نهدها لكي يشع جمالها اكثر, كما شبه خد المرأة بالتفاح لحمرته ونضارته. ان الشاعر يبالغ في غزله الحسي الماجن فيصف الارداف التي يحسبها الناظر معقدة في نظرهِ, فنلحظ انه اخذ تلك المعاني ممن سبقه من الشعراء (21) قائلاً : (22)
ترى كلُ مستصفٍ خصره اذا مادعا طرفه انجدْه
وذات ارداف عندَ القيــــــا م تحسبها معـــــــدهْ
وبدر من الشعر في غاسقٍ يضاحكُ ابيضه اسودْه
ويبدو ان الشاعر لا يتحرج في تشبيهاته, ويصور محاسن المرأة فيصف دقة خصرها , وشدة بياض وجهها الذي يشبه البدر مع سواد شعرها والتضاد مابين البياض والسواد. ولكي يكمل الصورة فإنه يرسم صورة اخرى بأسلوب رائق لعيون المراة وقوامها الممشوق كرشاقة الظبي فضلاً عن صورة الثغر والمبسم قائلاً : (23)
أما وكأس تشفُ عن ثغرٍ يبسم عجباً بوردتي خفــرِ
يحميها صارمٌ مضاربـــهُ من كحل والفرندُ من حور
لقد عصيت الملام في رشأ ملكهُ القلب طاعة البصرِ
تلك صور المرأة الحضرية في شعر ابن القيسراني, ونجد الى جنب تلك , صورة المرأة البدوية التي اتسمت بملامح واوصاف بدوية , فكان الشاعر حريصاً على استكمال صورتها العفيفة قائلاً : (24)
فمن خدري وريت بالبان والنقا مخافة أَن يسعي عليَّ رقيــــــبِ
فلا تمنعيها من قوامك هــــــــزةٌ فيحظى بها غصن سواك رطيب
كان الشاعر حريصاً على سمعة المرأة البدوية وحملت قصائده في وصف المرأة البدوية ملامح البداوة, وكانت محاكاة لشعراء قدماء في جزالة الالفاظ ومتانتها كما في قوله : (25)
سقى الله بالزوراء من جانبِ الغربِ مها وردت عين الحياة من القلبِ
عقائل تخشاها عقيل بن عامـــــرٍ كواعب لا تعطي الذمام على كعبِ
إذا جاذبتهنَ البوادي مزيــــــــةٌ من الحُسسنِ شبهنَ البراقع بالنقـبِ
نلحظ ان الشاعر بدا مغرماً بالكواعب الحسان من النساء البدويات اللواتي وصف جمالهن , وان تلك الصفات هي التي تدفع بالشاعر الى ان يغرم بهن وربط بين مفاتن المراة البدوية والاخلاق الحسنة .
الى جنب هذا فقد ظهر في غزليات ابن القيسراني تأثير الحروب الصليبية آنذاك التغزل بالنساء الافرنجيات, فصورالشاعرحياتهن ومجالسهن وكنائسهن, وعبرعن اعجابه وانبهاره بالصليبيات(26) واصفاً جمالهن قائلاً: (27)
كمْ بالكنائِس من مبُتلَــــةٍ مِثل المهاةِ يزينُها الخفـــــــرُ
من كُل ساجدةٍ, لصُورتِها لو الصقت سجدت لها الصورُ
قديسةٌ في حبلِ عاتقهــــا طولٌ وفي زنارها قصـــــــرُ
غرس الحياء بصحنِ وجنتيها ورداً سقى اغصانه النظرُ
لقد وصف ابن القيسراني كل شي يخص النساء الافرنجيات من اديرة واثواب وان الذي جذب نظر الشاعر هو سفور المرأة الصليبية وجمالها , فنراه يصف جمال امرأة صليبية تدعي( ماريا) , قد استعير من معجزة السيد المسيح( عليه السلام) قائلاً : (28)
اذا مازرت ماريا فما سعدى ومارياَ
فتاة كقضيب البا نِ يثنيها الصبا طيا
لها وجه مسيحي ترى الميت بها حيا
ان ابن القيسراني لم يترك أي شاردة في محاسن المرأة الافرنجية وحياتها إلا تغنى بها, موظفاً الطبيعة بكل عناصرها لكي يحقق صوره الشعرية قائلاً : (29)
لقد فتنتني فرنْجيةٌ نسيم العبير بها يعبقُ
ففي ثوِبها غصن ناعِمٌ وفي تاجها قمرٌ مشرقُ
وإن تكْ في عِينها زُرقةٌ فإن سنان القنا أزرَقُ
ان براعة الشاعر تكمن في جمعه مابين الصورة البصرية والشمية , من خلال توظيفه للاستعارات التصريحية بين( غصن ناعم, واشراقة القمر, وبين النسيم وعبيره) , فضلاً عن إشاراته الى صورة جمال زرقة عيون المرأة الافرنجية التي لم يعهدها عند جنس نساء العرب (30) كما استحضر ابن القيسراني صوره من الطبيعة الحية والصامتة , فوظف الليل في غزلياته فشبه علاقتة بالمرأة بالليل في بعدها وغيابها (31) قائلاً : (32)
و يالي من ليلٍ طويلٍ كهجرهِ وصبر ضعيف ضعفَ اجفانه النجلِ
اما النسيم فقد وظفه الشاعر كدلالة على رائحة محبوبته الزكية التي تعبق بها رسائلها إليه كقوله : (33)
فيا نسيمُ الخزامى هَب لي سَحَراً لَعلَ نَشْركَ مطوي على خَبرِ
كما استحضر صورة البدر في بعض تشبيهاته, كناية لجمال وجه المرأة الصليبية ,وبياضها الناصع كبياض البدر وجماله مع صورة الليل في جمال شعرها الاسود الذي يحيط بوجهها, قائلاً : (34)
مِنْ كلَ وَجهٍ كأن صورتهُ بدرٌ ولكنَ ليلهُ شَعَر
ويتكشف له في نهاية المطاف أثر عامل الزمن في الانسان , وقد اصابه الكبر والضعف وقد خط الشيب رأسه واحجمت النساء عنه , قائلاً : (35)
نافرتْهُ البيضاءُ في البيضاءِ وانفصال الشبابِ فصل القضاءِ
حاكمته إِلى مُعاتبة الشـــــي بِ لتستمطر الحيا بالحياءِ
فأستهلتْ لبْينها سحب عينيـ ـهِ , ويوم النوى من الانواءِ
لقد جاءت لفظة( انفصال) قاسية , وهو اعتراف من الشاعربإحجام النساء عنه عند ذهاب الشباب , وظهور الشيب الذي شبهه بلفظة ( البيضاء) كبياض وجه الحبيبة , إن لفظة البيضاء جاءت لتعزز صورة الشاعر التي يرمي الى ايصالها , فوظف صورٍاً ودلالات عدة فجمع كنايتين محققاً التماثل الضدي, فضلاً عن الاستعارة المكنية التي جسد من خلالها الصورة التشبيهية, فالاديب وقبل كل شي خالق, واللغة في يد الاديب أو الفنان ليست وسيلة لنقل الافكار , إنما هي خلق فني في ذاتها (36).
ان غزليات ابن القيسراني شملت كل اغراضه الشعرية, فقد ترد صورة المرأة والحديث عنها في بعض الاحيان بوصفها مقدمة غزلية تمهيداً لطرح الحكمة والموعظة ,وهو ما لمسناه في ( عراقياته), ومن نموذج ذلك قصيدة يمدح بها القاضي جمال الدين الشهرزوري ومطلعها: (37)
أَيا عاذلي في الحبِ مَالي وللعذلِ ويا هاجري هلْ من سبيل الى الوصلِ؟
أحين استجارتك االملاحة في الهوى بخلت كأن الحسن في ذمةِ البخل؟
لي الله من صبِ تملكه الجوى فأمسى أسيراً رهن حبل من الخبلِ
إذا ما التقينا جَال طرفي وطرفهُ فأنظر من دمعٍ وينظر من نصلِ
لقد استهل الشاعر خطابه بمقدمة غزلية جعل فيها لعاذلته الصورة الجمالية, فهي مقدمة جميلة ابدى رغبته بالوصال وخوفه من الفراق, وبعدها ينصرف الى مدح ممدوحه والاشادة بكرمهِ وكثرة عطاياه.
ويتضح مما سبق ان الشاعر ابن القيسراني قد افتتن بالنساء, فكانت صوره تعبر عن جمال المرأة , واعتمد في تصوير مفاتن المرأة على الغزل والوصف ,مستعيناً بالطبيعة في ابراز طاقته التصويرية, وابراز مفاتن المرأة بأسلوب بارع في اعذب الالفاظ واجزل اسلوب بما يمتلكه من حس شعري وقوة في التعبير والتصوير, فكانت قصائده الغزلية لوحة خطت بيد بارعة في الرسم.
الخاتمة
من خلال ماتقدم نستخلص ان ابن القيسراني شاعر امتلك ثقافة عالية وموهبة شعرية كبيرة, تمخض عنها الاسلوب الواضح الجزل , من خلال توليد المعاني والصور الاستعارية والبديعية التي تنبض بالحياة, وسجلت حضوراً على براعته وقدرته في صوغ صوره الفنية وابراز مواطن جمال المرأة في غزلياته, التي جاءت في صور تقليدية سلك فيها مسلك الشعراء القدماء , وجاءت قصائده الغزلية مستقلة أو في مطالع قصائده المدحية من خلال مزجه بين الغزل والوصف, ومثلت( ثغرياته) صور واضحة للحياة الاجتماعية للصليبيين , كما تميز غزله في النساء البدويات بملامح البداوة في رسم صورة المرأة البدوية.
لقد دلت صور الشاعر على امتلاكه وعياً ونظرة ثاقبة في ابراز معانيه وايصال تجاربه وخلق ذلك التفاعل والتأثير بينه وبين المتلقي.
الهوامش:
• القيسارية : هي مدينة ساحلية على ساحل بحر الشام واسعة تكثر فيها الخيرات نشأ الشاعر فيها ومنها استمد لقبه (القيسراني ) ينظر: جريدة القصر وجريدة العصر, 1/96.
المصادر والمراجع:
دار نشر المجمع العلمي العراقي ,1955.
الرسائل والاطاريح:
المصادر باللغة الانكليزية: