عالمية الثقافة العربية
للشاعر والكاتب اللبناني
محمد غبريس
جديد
دار الشؤون الثقافية
طالب كريم
لم تكن الثقافة العربية يوماً حبيسة الجغرافيا وأدراج الخصوصية والإنزواء ، بل سعت منذ تثبيت دعائمها إلى أن تشق طريقاً مختلفاً إلى الآفاق العالمية ، قدمت نفسها باعتبارها مشروعاً قائماً على العدل والمساواة والانفتاح ، لكنها شكلت رافداً غزيراً للثقافات الأخرى .
وضمن مشروعها الثقافي بطباعة المنجزالإبداعي العربي ( طبعة بغداد ) صدر حديثاً عن سلسلة " ثقافة عربية " التي تصدرها
دار الشؤون الثقافية العامة/ وزارة الثقافة والسياحة والآثار للشاعر والكاتب اللبناني محمد غبريس كتابه الموسوم " عالمية الثقافة العربية " وجاءت مقدمة الكتاب بعنوان " مقدّمة لثقافة مبدعة " " مهما ثقلت الشدائد وكثرت القلاقل ، يجب أن لايحجب نور الثقافة العربية ، أو أن تتوقف عن الإشراق في عيون العالم ، أو يُركن عطاؤها الإنساني والحضاري ، لأنها شريان الحقيقة التي لاريب فيها ، ونهر اللغة الذي لا ينضب ، وفيها رائحة المعجزة عطر الخلود ، وفيها من مسك التراث وبلورة الشعر مايكفي لتكون حية ونابضة في القلب والوجدان ، لاتعلوها قمة في ثرائها وعلومها وكنوزها واتساعها ، ولا تضاهيها ثقافة في حسنها وجمالها وزخمها وانفتاحها ، وقد ولدت من رحم القصيدة ممتلئة بفيض الأمل والوجود ، فنبتت لها أجنحة غطت أصقاع الأرض ، وتشكلت بها حضارة عشقتها الأذن قبل العين ، إنها نتاج معرفي ومنظومة من المكارم والثوابت الحضارية والإنسانية .والثقافة العربية أغتنت بدورها بهذا التواصل والتفاعل الخلاق ، واستفادت مما أنتجه الفكر الإنساني في الغرب ، وأكتسبت أبعاداً كونية بكل ما أبدعه الفكر الإسلامي من معارف وعلوم " .
نتعرف في هذا الكتاب على مسارات الثقافة العربية وتطورها من خلال مجموعة من المقالات والإفتتاحيات التي نشرت في مجلة الشارقة الثقافية ، وعدد من المجلات الثقافية العربية ، والتي بييّنت كيف استطاعت الثقافة العربية أن تواصل عالميتها وتجدد حضورها وفاعليتها ، وتتعايش مع الواقع بكل إشكالياته ، حيث تمكنت بفضل أصالتها وعراقتها أن تصمد أمام المتغيرات الحداثوية ، لما تشكله من مرونة وحيوية نابعة من القيم الإنسانية العليا ، فيما يتوقف الكتاب عند دور المثقفين والمفكرين والمبدعين والمؤسسات الثقافية المختلفة ، في إيجاد سبل التواصل والتحرك عالمياً وإيصال صوت الثقافة العربية للآخر ، سواء من خلال الارتقاء بالأعمال الأدبية كالشعر والقصة والرواية ، وترجمتها إلى مختلف اللغات الأجنبية ، والترويج لها ، وهو يخلص إلى أن المشاركة العربية في المهرجانات والفعاليات الثقافية العالمية خصوصاً معارض الكتب الدولية ، دليل على استعادة الثقافة العربية مكانتها الريادية من جديد ، ونقل التراث والحضارة برؤى جديدة تحاكي تطلعاتنا وآمالنا .يحتوي الكتاب على اكثر من --42 --
إفتتاحيةٍ ومقال بقلم الكاتب محمد غبريس .
ويقع ب -- ٢٦٨ -- صفحة من القطع المتوسط
تصميم الغلاف : شهد حمدي